الثلاثاء، 12 أغسطس 2014

"سكايز" يطلق تقريره عن "التغطية الإعلامية اللبنانية لقطاع الغاز والنفط"

صحيح ان الإعلام اللبناني تناول موضوع النفط والغاز 122 مرّة في تقارير ومقالات مكتوبة ومتلفزة وإلكترونية، خلال شهرين ونصف الشهر في بداية العام الحالي، (بين 1 شباط/فبراير و15 نيسان/أبريل 2014)، لكن نصف التقارير والمقالات المنشورة شابتها الأخطاء، كما استعملت معظم المواضيع المنشورة مصدراً واحداً للمعلومات. إنها واحدة من خلاصات تقرير نشره مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز" حول "التغطية الإعلامية اللبنانية لقطاع الغاز والنفط"، في مؤتمر عقده يوم الخميس 7 آب/أغسطس 2014، في فندق "البستان" في بيت مري، وفي وقت يعي فيه الجميع، أن الركيزة الأساسية لأي ديمقراطية هي وجود مواطنين يملكون معلومات صحيحة وإعلام يقوم بدوره في تنوير الرأي العام، كما أن موضوع النفط والغاز سيكون محطةً أساسية من محطات حياة اللبنانيين لسنوات طويلة مقبلة.


وإذا كانت التجارب اللبنانية السابقة في إدارة قطاع الطاقة غير مشجّعة وتبعث على القلق، إلا أن "الإحباط ليس قدراً في حال إتُخذت الإجراءات المناسبة بشكل استشرافي قبل إستخراج النفط من قاع البحر، ومن هنا دور الإعلام في تنوير الرأي العام ونقل المعلومة الصحيحة إليه"، كما قال المدير التنفيذي لمركز "سكايز" أيمن مهنا، خلال إفتتاح المؤتمر، متحدثاً عن توصيات خلص إليها التقرير. وقد شدّدت هذه التوصيات على ضرورة التدقيق الدائم بالمعلومات قبل نشرها، واللجوء الى أكثر من مصدر خلال استقاء المعلومات، وتنويع مصادر المعلومات، بالإضافة الى ضرورة تدريب المؤسسات الإعلامية لطواقم صحافية متخصّصة بموضوع الطاقة، والتطرق الى الشق الإجتماعي والبيئي والاقتصادي والقانوني في موضوع الغاز والنفط، أسوة بالشق السياسي الذي يطغى طرحه في وسائل الإعلام.
كما أعلن مهنا عن إطلاق قريب لتطبيق إلكتروني للهواتف الذكية ويُقدّم تفسيراً سريعاً للمعلومات الواردة عن قطاع النفط، وتدقيقاً بها، وذلك لمحاسبة المصدر الذي يعطي معلومات خاطئة وغير دقيقة، بالإضافة الى تدريب فرق إعلامية لبنانية تابعة لمؤسسات عدّة على التغطية الصحافية الصحيحة لقطاع الطاقة.
أما منى سكّرية، من مؤسسة "Middle East Strategic Perspectives"، فتحدّث عن التقرير الذي شاركت في إعداده ووُزع على الحاضرين، والذي لاحظ خلال رصده لتغطية قطاع النفط والغاز، التركيز على الأخبار السياسية على حساب التحقيقات التثقيفية، ووجود خطأ واحد، في واحد من كل موضوعين نُشرا، بالاضافة الى اعتماد معظم المواضيع المنشورة على مصدر واحد للمعلومات.
ومن جهتها، أشارت الإعلامية كيلي أرينا، من "المركز العالمي للصحافة والديمقراطية"، الى أن "إلى اهتمام مركزنا بجعل الصحافيين أكثر كفاءة، وبالتالي تطوير المجتمع عبر المعلومات الجيدة التي يقدّمونها".

التحديات
كثيرة هي التحدّيات والمشاكل التي يواجهها يومياً الصحافيون المتمرسون في تغطية قطاع الطاقة، وللإطلاع عليها إستضاف المؤتمر المدرِبين دانيا السعدي وكريستوفر كوتس، فناقشت السعدي مع الحاضرين أُسس التغطية الصحافية الصحيحة لموضوع الطاقة والأخطاء الشائعة في التغطية، مشدِدةً على أمور عدّة كفهم الصحافي الدقيق للمعلومات قبل نقلها بغية عرضها بشكل صحيح وبسيط ودقيق، وحضور المؤتمرات ومتابعة المجلات المتخصصة بغية الحصول على مصادر منوعة للمعلومات، التحقق الدائم من الأرقام ومقاطعة المعلومات، والإطلاع على المنشورات الصحافية للشركات المنتجة للنفط ومواقعها الالكترونية وغيرها.
كما تشاركت السعدي مع الحاضرين في تدريب عملي حول نقاط الضعف في مواضيع إعلامية نُشرت حول قطاع الطاقة، وطرق تفاديها.

المدوّنون
أما كوتس فتوجّه بدوره الى المدونين وكانت مداخلةً له حول أدوات وضع تقارير رقمية بطرق مبتكرة، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي للرصد ولجمع المعلومات والتواصل مع الخبراء والشركات.
وختام النقاش كان تأكيدٌ على ان التغطية الإعلامية الإلكترونية لا تختلف في منهجيتها عن العمل في الصحافة المطبوعة لناحية التشديد على التأكّد من الوقائع والأرقام، وذكر المصدر، وطرح القصّة الإقتصادية المعقّدة بطريقة بسيطة، واستخدام الرسوم البيانية، والتحضير الجيد للمقابلات، والإطلاع على نشاط الشركات وأداءها، ولكن هذه التغطية ترتكز أيضاً على استخدام وسائل التواصل الإجتماعي من أجل تواصل أوسع مع الناس، ورصد ردود أفعالها، الى جانب استعمال مقطوعات الفيديو والروابط الإلكترونية، من هنا أهمية العمل على رسوم بيانية وجداول وأدوات بصرية وتفاعلية جذّابة. 

الكاتب: ريما عواد
المصدر: بيروت- خاص "سكايز"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق